الخطرالقادم….”إميديا”
المُخَـدّر اسمه “إيميديا” هذا السم القاتل غزا مدينة طنجة، منذ حوالي أكثر من أربع سنوات ، حسب مصدرمطلع، مخلفا العديد من الضحايا الذين أدمنوا عليه، منهم من ساءت أحواله الصحية و”الجيبية” إلى حد فظيع، ومنهم من فارق الحياة، تأثرا بهذا المخدر القوي والخطير. معظمهم
ومنذُ بضعة شهور، صارَ هذا المخدر حديث الخاص والعـام، أصبح على كل لسان، بين الراغب في الحصول عليه واستهلاكه، والساعي إلى التحذير منه، عملا بالأجر المحصود من وراء إسداء النصيحة.
وبالمناسبة، فهذا المخدر يوصف بكونه منشطا فعالا، ذلك أنه عبارة عن مادة بيضاء، يعمل المستهلك على خلطها بقليل من الماء الذي يصبح لونه شبيها ببياض مادة الحليب، قبل تقديمه للتناول، وماهي إلا دقائق معدودة، بعد عملية الاستهلاك، حتى يسري مفعول هذا الشراب المخدر، لدى متعاطيه الذي قد يحس بالنشوة و القوة و يشعر بالسعادة، وقد تغيب عنه هذه الأحاسيس والمشاعر، فتعتريه مضاعفات صحية، من قبيل الدخول في نوبة غيبوبة، بسبب الجرعة الزائدة، أو بسبب “كاريزما” الشخص ونفسيته وشخصيته وقدرته على التحمل، إن لم يقدم المدمن “الضعيف” على وضع حد لحياته.
وللاقتراب أكثر من الموضوع، أجرت جريدة طنجة بحثا ميدانيا، صادفت من خلاله مجموعة من المُتَعــاطين و المقلعين، كذلك، عن هذا المخدر، والذين أعطوا معلــومات مُتطَــابقة حول مفعُــولهِ و سِلبياته، بما في ذلك إيجابياته الخادعة . وفي نفس السياق، أشار مُتــعاط ، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحه لجريدة طنجة إلى أن المخدر -عادة- ما يستهلك بــداخل الملاهي الليلية، لأنه يساعد متعاطيه على الاندماج السريع والكلي في عالم “الغبطة والسرور”، حيث الرقص على أشده والصراخ والتماهي مع الموسيقى إلى أقصى درجة.وعلى العكس من ذلك، قد تعترض البعض نوبات بكاء، أو تهيؤات وتمثلات، كأن يرى المتعاطي لهذا النوع من المخدر الشخص المتوفى، وقد وقف أمامه حيا يرزق، فضلا عن إمكانية رؤية المتعاطي لكائنات غريبة و مرعبة، لا تـوجـَد إلاّ فــي مخيلته، مضيفًــا أن الظـاهـرة بـــاتت تلفت الأنظار أكثر، خلال الأيــــام القليلة الماضية، وهو ما يمكن ملاحظته في الشارع العام، من خلال إقدام فتيات على إخراج رؤوسهن من نوافذ السيارات، أثناء حركة السير، وهن في منتهى”النشاط” حيث يصرخن، ويصدحن، نتيجة مفعول المخدر المذكور.
والأخطر في الأمر،هو أنهن يقمن بالـدعـاية والإشهار لمخدر “إيميديا”، بهدف استدراج واستقطاب ضحايا جدد في صفوف الفتيات الشابات والمراهقات على السواء، للإيقاع بهن في مرتع هذه “المصيبة”.
وحسب ذات المصدر، فهذا المخدر يتم استيراده من بعض الدول الأوروبية، و يتـراوح سعره في سوق الاستهلاك بالمدينة، ما بين 150 و 250 درهما للغرام الواحد، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام بعض تجار”التخريب والدمار“، للتسابق نحو الانفراد بهذا الرواج التجاري، غير مبالين بمدى الضرر الذي يتسببون فيه لمدمنين مراهقين وطائشين، مما يستدعي تدخل السلطات المحلية، و بالأحرى تكثيف الجهود الأمنية، لمحاربة هذا “الخطر” القادم بقوة، حيث يتم ترويجه بداخل العلب الليلية، وخاصة المنتشرة منها ب:” البلايا“، يؤكد المصدر ذاته.
م.إمغران