الانتخابات ، الانتخابات ، الانتخابات ولا غير الانتخابات .
فعندما يحل موسم الانتخابات ينتشر هَـوس القُلوب و العُقـول .فـأحزابنا و نقـابـاتنا وحتى بعض التنظيمات في هده وتلك تصاب بالهوس ، ويصيبها إزعاج يقض مضجعها ، فتصبح في فتنة لا حد لها .
وكيف لا تصاب بالهوس والمنضوون فيها والمشرفون عليها بالخصوص على مختلف المستويات يعلمون علم اليقين أنه لولا هده الانتخابات ما وجدت تنظيماتهم .
وهده الانتخابات هي وسيلتهم للوصول إلى مقاعد المجالس المنتخبة على جميع الأصعدة ، وهي سدتهم ليكونوا فقهاء الإصلاح ، والتنظيم ، والظهور ، والبروز على المستويات المحلية والوطنية بل حتى الدولية .
إن أحزابنا ونقاباتنا أدركت ومن القديم هده الوسيلة للحكم ” الانتخابات ” وهي أسهل وسيلة ، إد ما عليهم فيها إلا جمع المواطنين وتهييئاتهم ليسرعوا إلى أماكن التصويت .
فنحن نرى الآن ، جميع التنظيمات الحزبية والنقابية تتسابق في عقد جلسات أو نسميها مؤتمرات وتصرح فيها بوضوح اللسان أنها من أجل الاستحقاقات المقبلة.
إنها استحقاقات حقا . كيف لا ؟ . والمسئولون بهده الأحزاب والنقابات في حالة جزع على هده الاستحقاقات.
فكل تنظيم منهم يرى نفسه أنه المستحق لأخذ الأغلبية ليحكم . ولتصير له الأغلبية وحده أو اتفاق مع غيره .
وهده الاتفاقات بدأت طلائعها بين مجموعة من التنظيمات .
وقد تبنت جل هذه التنظيمات شعار يقوم على عنصرين :
– الشباب
– المرأة
ولو وقفنا عند هذين الشعارين لأصبنا بالدهشة .
قد يقال الدهشة مم ؟ .
الدهشة الأولى : أن التنظيمات الحزبية والنقابية غاب عنها أن الشباب يمثل ما بين 65 و 70 في المائة من سكان المملكة . وأنه تغير تغيرا جذريا من الناحية الفكرية والعلمية وأن كثيرا منه تمكن من اكتساب تجارب تفوق تجارب ” الحاضنين ” على النجاح في الانتخابات ، ولكن صدموا بوقوف متعنت من قبل المهيمنين على التنظيمات الحزبية والنقابية .
وسوف ننقل إن شاء الله إلى المسئولين الحزبيين والنقابيين ما يقوله الشباب في الموضوع .
الدهشة الثانية : أن التنظيمات الحزبية والنقابية
اعتقدت ومند زمن طويل أن المرأة وضعها متدني فعليها أن تبقى في دلك الوضع ، ولكن عندما بدأت تتحرك وأحسوا أنها قد تدفعهم خارج الحلبة بدأوا بمراوغتها ، تمثلت تلك المراوغة في إعطائها حصص للمشاركة في المؤسسات السياسية وبشكل تصاعدي حتى وصلت على ما أظن 30 في المائة .
وقد غاب عنهم أن عدد الإناث في الهرم السكاني المغربي قد يفوق 52 في المائة .
وهدا يعني أن يكون للشباب في المجالس الوطنية والمحلية رقم وجودهم في عدد السكان وتعطى للنساء حصتهم كاملة إدا كان المسئولون الحزبيون والنقابيون يعرفون مفهوم ” الديمقراطية ” ؟
وهنيئا للنساء بلجنتهم الأخيرة ولو أنها جاءت متأخرة إلا أنها جاءت . نتمنى لهن النجاح في هدم السدود وفتح الأبواب وتذكير الناس أن الموت قادم ، ولا دوام إلا لله .وأن التغيير مفروض ، أما النمو فهو اختياري .
وسيختار كل من الشباب والنساء النمو و التجديد والتقدم وعلى الشباب أن يقتدوا بالنساء أمهاتهم .
بقلم : محمد سعيد الشركي اخناشر
يتبع .. سلسلة برنامج قضايا وآراء 6ينايـر 2015 بالجريدة الوَرقية