مهربون يهاجمون حاجزا للجمارك بطنجة، وينجحون في تحرير سيارة محملة بالبضائع
تَعرّض زَوال أول أمس الأربعاء حَاجز للجَمارك بمنطقَة المْنار) شرقَ طنجة (،على بُعدِ أربع كِلمترات من كُورنيش المدينة، لهُجوم مُباغت وعَنيف قادهُ مجموعة من المُهرّبين، اسْتعملوا فيهِ الحِجارة والعِصي. وَحسب شُهود عيـان، فإنّ رجالَ الجمارك قاموا بنَصْب حَاجزهم في مكان غير مُتوقع دقائق قبل وصل سيّارة من الحجم الكبير ) فورغون(، حيث قاموا بتوقيفها وشرعوا في تفتيشها، وما إلاّ لَحظات حتّى ترجّلَ مَجْمُوعَة منَ الأشخاصِ، كَــانـوا علَى مَتْنِ سيّارتين من ضِمنهما سَيّارة أجْرة تــابعة لمدينة الفنيدق، يبدو أنّهُم كــانوا مكلّفين بمُراقبة السيارة المحملة بالبضائع المهربة، وشرعوا في إمطار رجال الجمارك بوابل من الحجارة، مما أربكهم وأرغمهم على التراجع بعدما فوجئوا بما وقع، ليتمكن المهربون من تخليص سيارة “الفورغون” من قبضة الجمارك، و نجحوا في الانسلال عبر طريق جانبية في اتجاه قرية نوينويش، تاركين وراءهم سيارة الأجرة.
وفورَ إخبار المُديرية الجهوية للجمارك بالحَادثِ، حلَّ كبار مسؤوليها إلى عَيْن ِالمكان لمُعــاينة ما وقـع، والاطلاع على حيثيات وملابسات الاعتداء، ليتقرر حجز سيارة الأجرة التي خلفها المهربون وراءهم، وفتح تحقيق في الموضوع في محاولة للوصول إلى مرتكبي الهجوم.
و لم يتسن للجريدة معرفة طبيعة السلع المهربة، لكن يبدو أنها كانت ذات قيمة مالية مرتفعة، بالنظر لشراسة الهجوم والمقاومة التي أبداها المهربون، وإصرارهم على منع الجمارك من وضع يدهم عليها.
ويَطرحُ هذا الهُجوم أكثر من سُؤالٍ حوْل الجُرأة الكبيرة الّتي أضحَى المُهربون يتسلّحُون بها، بشكلِ يُـوحي وكأن الأمر تحوّلَ إلى تَشْكيل عصابات منظمة مستعدة للدخول في مواجهات مسلحة مع رجال الجمارك، مثلما يطرح أيضا سؤال احترام رجال الجمارك لمعايير و شروط التدخل بشكل يؤمن سلامتهم الجسدية، ويجعلهم قادرين على مواجهة مثل هاته الهجومات التي صارت متوقعة.
•محمد العمراني