فؤاد العماري يطرح إشكالية الهجرة بالبرلمان البرتغالي، ويلتقي بسفيرة المغرب لدى لشبونة
أكد فؤاد العماري، عُمدة مدينة طنْجَة، أنّ المبادرةَ المَلكية السامية في مَجالِ الهجْـرة، الّتـي أعلنَ عنْهَــا جـلالـة الملك محمد السادس في شتنبر من السنة المنصرمة ، شَكّلت تَحـوُلا حاسمًا فـي تَعــاطي الـدّولة مع إشكالية الهجـرْة ، يقُــوم بــالأساس على بلورة سياسة شُمولية في مَجـالِ الهجْـرة واللّجُــوء ، تعتمدُ بــالأساس على مُقــاربة إنسانية حقــوقية في انسجام تــام مع المــواثيق العالمية لحقوق الإنسان و الالتزامات الدولية للمغرب ذات الصلة، جاء ذلك في معرض تدخله ضمن اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط الذي انعقد بمقر البرلمان البرتغالي يوم الثلاثاء المنصرم.
عمدة طنجة الذي توصل بدعوة من رئيسة البرلمان البرتغالي، رئيسة الاتحاد من اجل المتوسط ، كمتحدث في الاجتماع الذي خصص لتدارس موضوع سياسات الهجرات، قدم صورة عن أوضاع المهاجرين بمدينة طنجة، على اعتبار أنها مدينة العبور، وتعرف تدفقا كبيرا للمهاجرين من جنوب الصحراء، بل صارت اليوم محطة استقبال للمهاجرين السويين. ورغم التحديات الكبيرة التي تطرحها الموجات المتزايدة للمهاجرين، فان طنجة اليوم تتعايش مع هاته الظاهرة التي أضحت تتطلب تضافر جهود المنتظم الدولي، خاصة وان طنجة اليوم، يؤكد العماري، تعرف دينامية تنموية غير مسبوقة، ما يجعلها في وضع يستلزم معه التوفر على سياسة مندمجة لتدبير الهجرة ومعالجة أثارها.
وفي هذا الصدد طالب فؤاد العماري بإحداث مركز متعدد الوظائف ، هدفه توجيه المهاجرين فيما يتعلق بالتكوين المهني، بالتعليم، بالصحة، بالأنشطة الترفيهية،بالثقافة، بالتشغيل، مثلما سيوفر المركز ، الذي يجب أن يكون بشراكة قوية مع المجتمع المدني، المساعدة والنصح القانوني، فيما يخص تسوية الوضعية القانونية للإقامة، وسيطور أيضا آليات الاستماع والقرب والدعم النفسي والاجتماعي للمهاجرين. من جهة أخرى شدد العماري على ضرورة إحداث مرصد جهوي للهجرات، الهدف منه تجميع المعطيات حول تدفقات الهجرة وإنجاز دراسات تهم الظاهرة، وسيتم تقوية آليات التجميع وتنظيم قاعدة المعطيات حول الهجرة، وتوفير الأدوات الضرورية لأصحاب القرار من اجل اتخاذ القرارات الملائمة.
رئيسة البرلمان البرتغالي ثمنت كثيرا المجهودات التي بذلها المغرب في مجال الهجرة.، وأشادت بتدخل فواد العماري، معتبرو إياه شهادة حية وواقعية حول وضعية الهجرة بالمغرب، مؤكدة أن المقترحات التي قدمها فؤاد العماري جديرة بالاهتمام، وأنها ستكون موضوع تدارس من طرف مؤتمر الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط الذي سينعقد بالعاصمة البرتغالية في الثالث من شهر فبراير من الستة المقبلة.
حضور العماري بمقر البرلمان البرتغالي كان فرصة لتقديم دعوة رسمية لرئيسية البرلمان من أحل القيام بزيارة لمدينة طنجة، وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا من طرفها، ووعدت بتلبيتها في القريب العاجل.
وعلى هامش زيارته عقد العمدة لقاء مع السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المملكة المغربية بلشبونة، كان مناسبة قدم فيها العمدة لمحة عن الدينامية القوية التي تشهدها مدينة طنجة، بفضل مشروع طنجة الكبرى التي اشرف على انطلاقه جلالة الملك محمد السادس منذ بضعة أشهر، ومن شأن هذا المشروع العملاق أن يجعل من مدينة طنجة نموذجا حضريا غير مسبوق بالحوض المتوسطي، وسيمنح المدينة إمكانات هائلة للاستثمارات الأجنبية، والبرتغالية منها، مذكرا باتفاقية التوأمة التي تجمع مدينة طنجة بفارو البرتغالية، والتي تم الشروع في تنزيلها مؤخرا. من جهتها أكدت السفيرة أن صورة المغرب اليوم تحضى بمصداقية حقيقة لدى المسؤولين البرتغاليين ولدى الشعب البرتغالي، مؤكدة أن المغرب و طنجة على الخصوص أصبحت محط اهتمام من طرف المستثمرين البرتغال، كاشفة أنها تراهن على إعادة فتح الخط البحري بين طنجة ومدينة فارو، لأن من شانه آن يساهم في تعزيز السياحة بين البلدين، كما سيشكل منفذا مهما للمهاجرين المغاربة بالجنوب الغربي لاسبانيا، لأنه سيمكنهم من تفادي الاكتظاظ بميناء الجزيرة الخضراء في وقت الذروة.


















