فتح ورشة خاصة لتعليم الخط العربي بمؤسسة “النور”
يتميّـزُ الخَطّ العربيُّ عن بَقيةِ الخطُوط الأخرى بأن حُروفـه مُتّصلَة ، وعَـدد الخطُوط العـربية كثيرة ، ولا يُمْكن حَصرها ، ولكن هُنالكَ للخَط العـربـي ستّة أنـواع أساسية، وهُم :
الرقعة ،
و النسخ،
والكوفي،
والديواني،
والفارسي،
والثلث.
و تتعَدّد أسْباب تَسْمية الخطوط في اللّغَة العَربيّـة ، إمـَـا نسبةً إلى أسماء المُدن مثل : الكـوفـي و الحجازي و النَبطي، أو تـَمّ تسميتُها بأسماءِ من كان يُبدع فيهَا مثل : الـريحاني والغــزلاني و الـرياسي، أو نسبة إلى مقادير الخط مثل : خط الثلث و النصف والثلثين، أو نسبة إلى شكله.
بالنسبة لخط النسخ ،هو أحد أوضح الخُطوط العربية، سُمي بخَط النسخ لأنه كان كثيرًا ما يتم استعماله في نَسْخ الكُتُب و نقلها، وله تَسْميات عديدة مثل: البديع والمقور و المدور، ويتميز بــإيضاح الحُــروف وإظهار جمالهــا ، وأول من وضع قـــواعده هو : ابن مقلة.
وبالنسبة للخط الكوفي فهو يُعــدّ من الخُطــوط العــربية القديمة، إذ نشا في بداية ظهور الإسلام في مدينة الكوفة بالعراق، يستخدم هذا الخط في النقش على جدران المساجد و القصور وغيرها، وللخط الكوفي أنواع عديدة، منها : المائل والمعقد والمزهر والمشجر.
وبالنسبة لخط الرقعة : فهو خط عربي سهل وسريع في كتابته، وسمي بخط الرقعة بسبب دوام كتابته وصغر مساحته في الــرقاع الصغيرة من الورق، يجمع في كتابته بين القوة و الجمال معا، وضع قواعده ممتاز بك في عهد السلطان عبد المجيد في عام 1280 هـ / 1863 م.
أما خط الثلث: فهو من أصعب الخطوط من حيث الكتابة و القواعد، و يتميز بكثرة المرونة وتتعدد أشكال معظم حروفه، و ظهر في القرن الرابع الهجري، ويعد أيضا من أروع الخطوط منظرا وجمالا، وهو خط يحتمل كثيراً من التشكيل، وهو أحد الخطوط المتأصلة من خط النسخ.
أما الخط الفارسي، فهو ويسمى أيضا بخط التعليق، وظهر في بلاد فارس في القرن السابع الهجري، وهو مستخلص من خطوط الرقاع والثلث والنسخ، تمتاز حروفه بالدقة والامتداد، ولا يتحمل التشكيل، وله خطوط أخرى ممتدة له مثل : خط المختزل والمتناظر.
وبالنسبة لخط الديواني أو الخط السُلطاني، هو من أجمل الخطوط العربية، وسمي بالخط الديواني والسلطاني نسبة إلى الديوان السلطاني العثماني لأن هذا الخط كان يستعمل في المراسلات السلطانية، و يتميز بحروفه المستديرة المتداخلة، وكانت له صورة معقدة.
وعلى ذكر الخط العربي، يحسب لبعض المؤسسات التعليمية الحرة حِرصها على الحِفاظ على الإبـداع العـربي في شَتَّى المَجــالات، نظير مـؤسسة “النور” الحُـرّة التي أقـْدمَت من خـلالِ الأستاذ محمد السعيدي، مُدرّس مَــادة اللغة العربية بالمؤسسة حيــن أقدم على فتح ورشة خـاصة لتعليم قــواعد الخط العربي بهذه المؤسسة النشيطة التي تهتم كثيرًا بالأنشطة الثقافية والفنية كالمُوسيقى والمسرح والرياضة.
سيما أن الأستاذ السعيدي يعد من الخطاطين القلائل الذين تزخر بهم مدينة طنجة. وكان لمبادرته الفريدة من نوعها على مستوى المؤسسات التعليمية الوقع الإيجابي، لما تركته من صدى واسعا بعدما لقيت المبادرة إقبــالا كبيرًا من طَرفِ التّـلاميذ الـرّاغبين في تحسين خطهم ، وكـذا تعلـم مبادئ الـخط العربي الجميـل .
محمد الطنجاوي