عشت مع اتحاد طنجة موسما متميزا في عهد المدرب عبد الغني الناصري
يَخُـوض شَباب وداد طنْجَة مَسيرة مُوفقة فــي بُطـولـة القسْم الثــالث لعُصْبَة الشمال لكُرة الْقَــدَم . وخَرج الفـريـق هــذا الموسم عن المـألــوف بــالانتقال من سياسة التكوين و البنــاء إلى تحديد الصعود إلى بطولة الهواة كهدف.
و وراء هذا الفريق إطار طنجاوي شاب، عاد من الديار البلجيكية صوب مسقط رأسه لقص شريط مشواره في عالم التدريب من القاعدة لكسب الخبرة. والأمر يتعلق باللاعب السابق لاتحاد طنجة، جعفر الركيك، من مواليد 22 ماي 1971 بمدينة طنجة، الذي نقربكم منه ومن طموحاته أكثر من خلال (حوار السبت) الذي ننشر فيه الجزء الأول، على اساس نشر الجزء الثاني في العدد المقبل إن شاء الله. وهذا نصه:
نبدأ حوارنا بسؤال اعتيادي. كيف بدأت ممارسة لعبة كرة القدم؟
كأي لاعب، كانت البداية من فرق الأحياء، وأتذكر أولى محطات الحي سنة 1983 حين خضت أولى مبارياتي بقميص فريق، المصور محمد الدفوف في الكرة المصغرة. و كنا انداك نلعب في دار إسبانيا ضد الفرق المدرسية الاسبانية. بعد ذلك جاءت مرحلة ملعب الشريف الذي كان يعتبر مزرعة لتفريخ مواهب كرة القدم بطنجة، وللأسف اندثر هذا الملعب وأصبح عبارة عن تجزئات سكنية. قلت، بدأت الممارسة بهذا الملعب مع فريق “فارماصيا”، (المصلى)، وبعده التحقت بأجاكس بني مكادة الذي كان البوابة التي أدخلتني مدرسة اتحاد طنجة، ويرجع الفضل بالتحديد للأخ أحمد عمرو المسؤول عن أجاكس بني مكادة الذي أغتنم هذه الفرصة لأشكره على المساهمة في صقل مواهبي. ومع اتحاد طنجة تدرجت في فئاته (فتيان، شبان، الأمل) إلى أن حملقت قميص الفريق الأول. ثم لعبت بعد ذلك لوداد طنجة. كما حملت قميص منتخب الشمال للشبان في عهد المدرب فتاح، وكان إلى جانبي اللاعبان هشام الغانيمي و الغالي دريدب، وخضنا مباراة في الرباط بحضور الإطار عبد الله الأنطاكي المعروف ب (ملقا) الذي كان يقوم بمهمة التنقيب عن المواهب.
كيف لعبت لاتحاد طنجة وماهي أحسن الفترات التي قضيتها مع الاتحاد؟
اتحاد طنجة كان ينهج سياسة رزينة و حكيمة. حيث كان يوقع عقود شراكة مع فرق الأحياء للاستفادة من مواهبها، ضمنها فريق اجاكس طنجة الذي لعب باسم اتحاد طنجة. وبعدما تدرجت في فئات فتيان ” أ ” وشبان “ب”، ألحقني المدرب عبد القادر خضور بفئة الشبان” أ ” في إحدى أحسن فترات اتحاد طنجة، سيما أن مباريات الشبان كانت تحظى بحضور جماهري كبير الذي كان يستمتع بمردودنا ونتائجنا، وكانت مباريات شبان اتحاد طنجة بمثابة يوم عرس بالنسبة للجماهير الطنجاوية، وكان الفريق غني بالمواهب المحلية كهشام الغنيمي، حسن ملاك، محمد بخار المعروف ي (إيبي)، منير العروسي محمد الجباري (حارس المرمى)، احمد المريبطي، محمد العاقل، وغيرهم من اجود اللاعبين المحليين الذين عرفتهم تلك الزاهية التي حقق فيها فريق كبار اتحاد طنجة المركز الثاني في الترتيب العام للبطولة وأحرزنا كفريق الشبان رتبة مشرفة. وبعد ذلك لعبت لأمل الفريق بعدما طبقت الجامعة الملكية لكرة القدم قانون جديد باعتماد فريق الأمل بديلا للشبان، تحت إشراف المدرب عبد اللطيف حمامة ثم بعدها عبد الرحيم الهوازر والمرحوم أحمد الزبطي (الروبيو).
وبالنسبة لأزهى اللحظات مع اتحاد طنجة كانت في فترة المدرب عبد الغني الناصري، سيما أن الفترة سجلت الحضور القوي للعنصر المحلي وتألقه وإثباته أن مدينة طنجة تعج بالنجوم والمواهب، واستطعنا الحفاظ على موقعنا بالقسم الأول وكذا بلوغنا لأول مرة في تاريخ كرة القدم الطنجاوية إلى مرحلة نصف نهائي كأس العرش الذي انهزمنا خلاله أمام اولمبيك اخريبكة بصعوبة.
ماذا بعد اتحاد طنجة؟
لعبت لفترة قصيرة لرجاء بني مكادة الذي كان يضم أجود اللاعبين المحليين كحكيم الدودي و هشام البكدوري وغيرهم من اللاعبين الذين التحقوا بدورهم باتحاد طنجة. كما خضت تجربة احترافية قصيرة في الدوري الليبي مع فريق سرت و سنة 1991، بعدها عدت إلى بلدي ولعبت لفريق مرشان بطلب من الرئيس محمد أزباخ ( الخمسي).
لكنك عدت إلى اتحاد طنجة، ليس كذلك؟
فعلا، كانت العودة سنة 1992، حيث لعبت لفريق الكبار، وعايشت عدة مدربين، نظير، اليوغوسلافي بوبوف، والبرتغالي ماريو نونييز، وعبد الغني الناصري، و المرحوم عبد الله بليندة.
كنت قد قررت الهجرة إلى الخارج، هل واصلت ممارسة اللعبة هناك؟
هاجرت إلى الديار الهولندية لتطوير مواهبي أكثر والبحث عن فرص أفضل، حيث خضت بداية قصيرة رفقة نادي ف.س.هولاند. وكانت الأمور معقدة في البداية لعدم توصلي بالأوراق. بعد ذلك التحقت بفريق “مغرب 90” الذي كان يلعب بالدرجة الثالثة ولعبت له لمدة سنتين. ثم انتقلت إلى نادي ف.ف.ريفيرفكرس الذي يلعب بنفس الدرجة وقضيت معه كذلك سنتين. إنتقلت بعده إلى نادي ف.ف.فودن برخ بالدرجة الثانية ولعبت له لثلاث سنوات، وكنت اللاعب المغربي الوحيد الذي لعب لهذا النادي وهذا شرف لي، خاصة أنني وقعت معه على مسيرة متميزة كسب خلالها حب الجمهور والمسؤولين والمدرب بعدما توجت أحسن هداف لسنتين متتاليتين.
كيف فكرت في ولوج عالم التدريب؟
بما اني احب اللعبة و مارستها، لم أود ان افتقدها. وفي نفس الوقت كان لي ميول لمجال التدريب في هولاندا بالخصوص، لأن هذا البلد كان له أثر كبير في نضجي، و الكل يعـرفُ الكُـرة الهولندية و تكوينهـا ، ما دَفَعني للاستمرار في الميدان لتفريــغ طــاقتي ومواهبي في مجال التدريب. فبدأت في كونت نفسي بالبحث وحضور العديد من المحاضرات والأيام الدراسية و التداريب لأكبر المدربين العالميين وأقوى الفرق العالمية بكل من هولاندا، بلجيكا، المانيا و فرنسا. ولا زلت في نفس الدرب من البحث عن المزيد من العلم والمعرفة في هذا المجال، وأواضب على حضور كل ما من شأنه إغناء معرفتي. لأنني أومن بهذا الميدان رغم اني أعلم بصعوباته وقبلت التحدي لأنني أحب ذلك.
“حوار السبت”