الله يلعن من لا يحشم !!
جريدة طنجة – محمد سدحي :
الأربعاء 24 ديسمبر 2014 – 15:54:48
هل هو ظلـي ؟
عجباً.. كنت أقـدر أن لا ظل لـي.. أيـامي ليل و أشواق و أبــواق.
هـا أنا أمشي (جنب الحيط).. ليس خوفـًا من السُقوطِ ، ولكن الذي لم أحسبه ظلي يشدّني إلى المساحة المُسْتوية الــلامنتهية.
أيامي مُنتَهية، لا مَحـال.. ولكنّي لم أقـل كلمتي بعد.. عندما أكتُب، يتنفّسُ أعْدائي.. وعندما لا أكتب، يَكتبون بـاسمي.. أنـا كاتب، كتبت أم لم أكتب.. وهذه نعمة نادرة.
في تقديري أني مُتجّه صَوبَ مَقهَى بـاريز.. لهفتي كبيرة إلى إعادة قراءة “الوليمة المتنقلة” لهمنغواي، لساني يتحلب لمذاق قهوة منتصف النهار، والآموندين الأثيرة لديّ ساخنة في جرابي، والخطو مني سريع سرعة هذا العقرب الزمني الذي يأكل مني أكلاً..
في مرآة واجهة بنك الحصان، تأكدت من إحكام شد الحزام وأزرار سروالي.. لا خوف على جنوب الروح.. وكل ما يسرع ضربات قلبي هذا الحساب البنكي المنكمش دوماً على نفسه، لأن درجات الترقي محفوفة بمخاطر الانزلاق، والزيت يندلق كلما غاب ظل وعوض بظل آخر لا يشبه ظلي المستويّ المنبطح على البساط الديكارتي الذي يمشي أمامي ثم خلفي ثم جنبي.
من لا ظل له لا حائط له يسنده، إلى أن يصل إلى مقهى باريز، حيث القهوة بالحليب والفطيرة باللوز والمائدة المتنقلة في عوالم همنغواي الساحرة..
إذا لم أجنّ هذا العام، سأرتكب حماقة كبرى وأكتب رواية أسكب فيها كل هذا الضيم الذي يأسرني جراء هذا الذي يصر على أن يتطابق معي، في السر وفي العلن، تحت الشمس وفي جنح الظلام. وبعدها، فليفعل معي اتحاد الكتاب ما يريد..
وكل ما أريده التخلص من هذا الذي يشطرني نصفين.. أريد أن أعيش.. لا قبل لي بداعش ولا بداحش.. آكل Amandine وأشرب Café crème وأقرأ Hemingway ومن أراد أن يكتب فليكتب ما يحلو له.. وما لي أنا يا نصفي الآخر الذي يوسوس لي إذا اخترت أن أهتم بجمع الحشيش في قوم إذا ما صادفتهم يعبدون الحمار.. والحمار، بعده، ليس سبّة ولا كل ما من شأنه..
أنا أريد أن أعيش وأربي الريش وأطير في الفضاء الرحب وأترك لك المستوى الديكارتي تسير فيه إلى حتفك.. إلى حذفك من قائمة الترقي في سلم الفضاء.. ابق أرضياً سفلياً إذا أرت، ومن الآن فصاعداً إذا ما بحثت عني ستجدني (صاعداً) إلى الطابق العلوي أحمل معي الأخبار السارة وأنثر الورد على الذي يسوى والذي لا يسوى.. المهم عندي أن آكل وأشبع وأقرأ ولا أكتب رواية أقول فيها ما ينقال وما لا ينقال..
هذا آخر كلام عندي. وتصبحون على خير يا من سبقوني…
الله يلعن من لا يحشم.. وكفى.
– نلتقي !
محمد سدحي
sadhi73@yahoo.fr