الفقيه الّلي ترجّينا بركتُه…..
الأحزاب السياسية المغربية، سواء التي لم يبقَ منْها إلاّ ظلّها ، بعد ما أصابها من الهَوان والذُبولِ ، أو تلك ااّتـي أنشأتها ماكينة الداخلية واستنسختها في ما بعد، حتى صاح بعض زعمائها في جمع عام ان حزبه “جزء لا يتجزّأ من الدولة” (.ا)…. هذه الأحزاب مجتمعة، يمينها ويسارها ووسطها وحتى المتطرفين أفقيا في خريطتها، لم تحترم مسطرة ايتعمال المال العام التي تدعم به الدولة النشاط الحزبي في البلاد، ترسيخا للديمقراطية المغربية “الناشئة”.؟ا……..
الحبيب ادريس جطو، يامَن لا يعرفه .ا وهو الذي قضّ مضاجع العديد من المتنفذين، حُكّاما ومحكومين، سياسيين ومتسيُسين، يمينا ويسارا، رصد فيما يُرصَد كل يوم من نهب ممنهج للمال العام، ما تلطف فأسماه “اختلالات” في مالية الأحزاب .ا…
التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات، خلُص إلى أن ستة أحزاب سياسية لم تُبرّر “ملينات” ممّا توصلت به من أموال الشعب لمساعدتها على تدبير شؤونها وتنظيم مؤتمراتها وتمويل حملاتها الانتخابية، مرورا بالدعم العمومي لمساعدتها على شراء “أصول ثابتة”، وغير ذلك من مصاريف لم تخضع لمنهج التبرير المالي والحصول على “كيتوس” من المانحين الذين هُم عامة الشعب المغربي الكريم .ا…
يُستنتَجُ من جذاذات الدّعم أن خمسة أحزاب استحوذت على 86 في المائة من هذه الأموال التي استفاد منها حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة بمرجعيته “الإسلامية” ، بحصّة 33.6 بالمائة، والتجمع الوطني للأحرار ، بحصّة 17.65 بالمائة، و الأصالة والمعاصرة، بحصة 16.52 بالمائة، والاتحاد الاشتراكي، بحصة 11.76 بالمائة، وحزب الاستقلال، بحصة 6.53 بالمائة .
ووقف مجلس جطو على أن نفقات هذه الأحزاب قاربت 192 مليون درهم، في تغطية مصاريف التدبير ( 135.35 ملبيون درهم)، وتتنظيم المؤتمرات الوطنية والاقليمية (26.92 مليون درهم)، واقتناء أصول ثابثة (27.12 مليون درهم). وقد فاق الدعم مصاريف هذه الأحزاب التي كان عليها أن إرجاع مبلغ مليونين واثنين وستين درهما هكذا (62)، بالتمام والكمال….
ولكن الأمور لم تجر بما تشتهيه سُفن الخزينة العامة. فقد كشفت تقارير المجلس الأعلى للحسابات الخاصة بتدقيق الحسابات السنوية للأحزاب السياسية وفحص صحّة نفقاتها برسم الدعم العمومي، أن ستة أحزاب لم تُرجع بعض مبالغ الدعم إلى الخزينة العامة والتي تقدر ب خمسة ملايين و 774 ألف و 102 درهما من مجموع مساهمة الدولة في تمويل حملات الأحزاب الانتخابية خلال الانتخابات الجماعية لسنتي 2009 و 2011 .
في مقدّمة هذه الأحزاب يوجد العدالة والتنمية الذي لا زال في “ذمّته” مبلغ مليون و 905 آلاف و 398 درهما الذي لم يتم تبرير صرفه، يليه حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم ينجح في تبرير صرف مبلغ 923 ألفا و 505 دراهم لا زالت في ذمته هو أيضا، وفي وضع مُشابه يوجد التجمع الوطني للأحرار الذي لم يُقدم ما يُبرر به الفرق الحاصل بين دعم الدولة ومبلغ النفقات المصرّح بها في تمويل حملاته الانتخابية والذي يصل إلى 411 ألف درهم، إلى جانب الحزب الليبرالي المغربي الذي احتفظ بمبلغ 927 ألفا و 663 درهما دون أي تبرير لاستعماله خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.
ويأتي بعده الاتحاد المغربي للديمقراطية، الذيلم يُقدّم هو الآخر تبريرا حسابيا لصرف مبلغ 411 ألفا و 720 درهما وهو المبلغ الذي عاد إليه برسم مُساهمة الدولة في تمويل حملاتهِ الانتخابية .
ويأتي في مُؤخّرة القائمة السوداء للآحزاب السياسية، التي لم “تفهم رأسها” وتعيد ما “شاط” عن تدبير شؤونها وتمويل “فيشطاتها” الانتخابية، إلى الخزينة العامة، حزب الشورى والاستقلال، الذي لم يُرجع مبلغ 129 ألفا و 413 درهما
الذي لم يثدم يشانهِ ما يبرر صرفه في ماوجد لهُ .
الاختلالات التي وقف عليها قضاة المجلس الأعلى للحسابات يُمكن تلخيصها ، بصفة عامة، في عدم تبرير صرف مبالغ هامة من طرف الأحزاب السياسية، التي اكتفت غالبًـا بتَقْديـم أواــمر تحويل بنكي دون تكييف قانوني للطرف المستقبل ولا لصرف المبالغ المُحوّلة، خاصة في ما يتعلق بتمويل المكاتب الجهوية والهيئات الموازية و جرائد الحزب وحالات عدم تبرير النفقات برسم الدعم العمومي، مُتعددة ومُتنوعة .
وتشترك في هذه “الاختلالات“، كل من حزب العدالة والتنمية، وحزب الاستقلال ، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري والحزب العمالي وحزب الوحدة والديمقراطية، وحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وحزب النهج الديمقراطي والحزب الليبرالي المغربي والاتحاد المغربي للديمقراطية ، وحزب الشورى والاستقلال، وأحزاب أخرى.
وقد أوصى المجلس الأعلى للحسابات المصالح اللحكومبة المختصة، بمطالبة الأحزاب السياسية بإرجاع الأموال غير المستحقّة من الدعم العمومي ،التي تفوق 5 ملايير و 770 مليون سنتيم، والتي تتعلّق بمساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية برسم انتخابات سابقة. كما أوصاها باتخاذ اللازم في حق الأحزاب التي قد تمتنع من القيـام بهـذا الإجـراء القـانـونــي .
و “ها اللّبن حمــــاض“
ألم يكن من الأفضل لتلك الأحزاب أن تستفيد من “طيبوبة” العم ادريس جطّو، وتعمل ب “نصائحه” وتُعيد الخمسة ملايير ونيّف من أموال الشعب إلى الخزينة ، “حسّي مسّي“، ــ لا عين رأت ولا أذن سمعت ــ وتنتهي الجُرّة عند “ويل للمصلّين .ا” وبذلك تتفادى أحزابنا الأربعون عنف هجمات المواقع الاليكترونية الشرسة، وحملات التشهير في الصحافة الوطنية….
إذ كيف يُعقل أن يمـلأ سياسيـون الـدّنيـا هَرجًـا و مَرجًــا وسخطًا وغَضبًـا من تَنـامي الفَساد فـي البـرّ و البحـر ، “وفـي الجبل أيضـًا“، ويجعلوا من صميم برامجهم الانتخابية، مقاومة الفساد والقضاء عليه وتحقيق التوزيع العادل للثروة الوطنية، والضرب بيد من حديد عل المفسدين والمبدّرين للمال العام، بينما “الاختلالات، ــ تجاوزا ــ “تُعشعش” هناك في “بيت” السياسة والسياسيين، وفي “كنانيش” بعض الأحزاب التي لم يتمّ إمساكُها وفق “الضوابط” القانونية المعمول بها عالميا، في ما يخص “الكونطابيليطي” العادية والقياسية والتحليلية…
ونخلص إلى أن “الاشتراكي الموحد“كان له موقف حذر ومتشكك، حيث شدّد على “خطورة استغلال الدعم المالي والاعلام العمومي للتحكّم في الحقل السياسي والتضييق على الأحزاب” وأن المغرب في أمس الحاجة إلى أحزاب قوية وحقيقية وذات مصداقية” لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
مثل هذه الأحزاب لا توجد إلا في العالم الافتراضي،، يا مدام مُنيب.ا.. ولو أنّ كلامك “صحّ” .ا
إلا أن كل القرائن، ما ظهر منها وما خفي، تدلّ على أن أحزابنا الأربعين، ــ وقد يُضاف إليها حزبان جديدان بعد أن تتضح تـوَجُهات تيـار “بلا هوادة” الاستقلالي، و تيــار ” الانفتاح والديمقراطية ” ـ الإشتراكي الاتحادي ـ، أحـزاب قـويّـة و مُسْتَعصيّـة علـى “الاستغـلال ، من أي جهـة كـان، وأنّها، كلّهــا، و العُهدة على زُعماء آخر الزمان، تتمتع بالمصداقية الكافية لمواجهة التحديات، من الغرب جاءت أو من “الشرق” بالرغم من أن المعايير المعتمّدة في توزيع الدعم، تثير الكثير من “التوجّسات” ولا يجمُل أن تبقى تلك المعايير حبيسة لاعتبارات عددية، لأن الأهم هو “انخراط الأحزاب في العمل على تكوين وتأطير المواطنين”، وهو ما يحصل فعلا وبشهادة الجميع، وعلى مستوى كافة الأحزاب الحالية والمقبلة.، بحول الله وجميل قدرته وتوفيقه.
تفاءلوا بالخير تجدوه.ا….