قمْ لِلمُعَلم…
…ألفَتنا اليوم ، لِانْعِكاس الفترات التاريخية لِمَخزون ذاكرة مُشرقة، انبَجَسَتْ مِياهُها في فضاء مؤسسة تربوية تأسستْ في العشرينيات من القرن الماضي(القرن العشرين) بمدينة تطاون . حملتْ إذاك إسم المدرسة “الفرنسية- الإسلامية” ،و كان مقرها الأخير بحومة “التشريتشار” على مَقرُبة من سيدي الصعيدي ، و هي اليوم ، مدرسة السيدة سُكيْنة بنت الحُسيْن(رضِيَ الله عنها) .
هي مَعْلمَة للتلاقح الفِكري بغضِّ النظر عن كفتيْ الميزان اللغوي ، أهِيَ مِن ذهَب أمْ من وَرَق فِضَّة ، فطفِقتْ تحْصُرُ بين العربية و الفرنسية . ما لمْ ندْركه أيامئذ ، فقد أدركناه بعدئذ إذ كان أثر المَعْرفة لِهذه الأخيرة . و لم نبْحثْ عن الاعتدال لِعدَم وُجود الضِدَّيْن . كانت لنا كلِمة إقرأ كقطرَة النَّدَى التي أنعَشتْ العُشب الذابل ، فأصبحتْ القِراءة لنا غراما . مَرحلة الميْل تبدأ بخطوة واحدة ، و لم تكن اكتملتْ أضراس عقولِنا بَعْد . لِهؤلاء الرجال الذين تتلمَذنا على أيْديهم ، تضلعوا بمعارف عَصْرهم ، وهُم مُربُّون بامتياز ، فاحْتواءُهم لِخِطاب سَلِس ليس مُتشنجا ، تمخض عن سُلوك مَعْرفي يَعتمِدُ العَقل و الحداثة . التلقين بأريحية لِمُصْطلحات دَقيقة يَسْهُلُ مَعها الفهْم ، و ليْس هناك صِراع بَرامِج و لا استخفاف بالعقول . مُعلمونا أهْل الأدب بشقيْه النثري و الشِعْري إضافة إلى نوْعية في المَواد العِلميَة .
عُلِمْنا مَنطِقَ التفكير ، رَسَّخ لأفكارنا دون إخفاء المَعاني . إكتشفنا عندئذ أنَّ الرياضيات بشقيْها ، الحِساب نبغ فيه أبوعبدالله الحاج المُرْسي و علم الهندسة لابن عَبْدون الجَبلي .
عُلِمنا أيضا التواضع مِن مَنهج تربوي ليس فيه رياء و لا مُدْعاة لِلتبجُح ، من أولائك الأساتيذ الذين نفضوا الغبار عن عقولنا و الغِشاوة عن أعْيُننا بنور العِلم و المَعْرفة ، و لمْلموا صُفوفنا حتى استوى عودُنا . ارتويْنا مِن مَعين لن ينضب مِن العِرفان من أناسي أخلصوا في أعْمالهم حيْث أضاؤوا لنا السُبُل ، مِن قصْد في المَشْي و الغضِّ مِن الصوْت و تجَنب زُخْرُف القوْل . فالاعْتِزاز بحُريَة الفِكر، لمْ نكنْ نعلمْ أنها للإمام ابن حَزم حتَّى يوم الناس هذا .
لهذه الأسباب الموْضوعيَة، إذ لم تسْتهْونا أيُّ مَصْلحة ضيِّقة . اجتمعنا يومَه هذا تكريما و إكراما ثمَّ عِرْفانا بالجَميل لِهؤلاء الرجال الذين أناروا العُقول ،و هم أهْل العِلم ، لهُمْ مِنا جميعا تحِيَة إكبار و إجْلال في صِياغة لِلفظ الدَّلالة الأصْلِيَة و ليْستْ مَجازيَة . كلٌّ واحد اتخذ طريقه آخذا بيده خِطام و زمام خيْله ، فكان القدَرُ أقوى مِنا. و بَعدما اشتعَل الرأسُ شيْبا و نِلنا من الكِبَر عِتِيا ، اهْتديْنا إلى هذا اللقاء الكريم مِن أجْل تأسيس ، لِما بَقِيَ بما يَنضَحُ فينا مِن حَيَويَة ، لِجمْعيَة قُدَماء تلاميذ المدرسة ” الفرنسية- الإسلامية”، (بدون خلفِيَة )، لِلحِفاظ على ذاكِرة هذه المَعْلمَة ، مِن خيْر سَلف لِخيْر خلف ، في أجواء من المَحبَّة تتهَللُ أساريرُ مُحيَّانا بالرِّضَى و تتألقُ بالبشْر . أبْدَعَ الشاعر دعبل بن علي الخُزامي حين نظم هذا البيت قائلا :
يَمــوتُ رديء الشِعْر مِن قِبَل أهْله و جَيِّدُهُ يَبْقىَ و إنْ ماتَ قائِلهُ .
…انتخِب (يوم 20/12/2014 ) في جَمْع عام مُبارك مكتب جمْعيّـة قـُدمَـاء المدرسة ” الإسلامية – الفرنسية” سابقـًا (بتصويت فردي)، وهي مدرسة السيّدة سُكينة حاليًـا ،و كَما جاءَ في المحضر التأسيسي على الشّكْـل التّـالي :
الرئيس : جميل أورْياغل
نائبه : مصطفى عُدَّة
الكاتب العام: رشيد المَيْموني
نائبه : د.عبد الله زوزيو
أمين المال : عبد السلام الحراق
نائبه : نور الدين أحبيب
المستشارون :
د.عبد الوهاب القيرواني – ذ.عبد السلام الإدريسي- ذ.الطيب الحراق – ذ.امحمد الحاج – ذ.مصطفى الحراق – ذ.سعد بن سفاج- ذ.محمد شقرون – و عبد المجيد الإدريسي