انْتحار مُفوّض قضائي بـ طنجة
ما ان انتشرَ بطنجة خبر انتحار مَُفوّض قَضائي انتشار النّار فـي الهَشيِم، صبَاح يَوْم الأربعاء، حتّـى عـمّ نَوع منَ الفتنةِ بردَهات ومكاتب المحاكم، حيثُ تساءلَ العديد من العَاملات والعاملين في القضاءِ الجالس و الـواقف، وبـاقي الموظفين فضلاً عن زملائه المفوضين القضائيين، ترى من يكون الضحية، مستعملين الهواتف النقالة فيما بينهم، للتأكد من حقيقة الأمر، قبل أن يأتيهم الخبر اليقين، كون زميلا لهم وضع ـ فعلا ـ حدا لحياته شنقا داخل مكتبه الكائن بشارع موسى بن نصير، مخلفا وراءه علامات استفهام كثيرة ومحيرة. وحسب مصدرنا، فإن الضحية (هشام.ع) البالغ من العمر حوالي 42 سنة، متزوج وأب لطفلين، عثر عليه مشنوقا بداخل مكتبه، يوم الحادث، حيث حضرت زوجته إلى عين المكان في بداية الأمر، بحثا عنه، لأنه كان غاب عن أنظارها يوما،،قبل وقوع الحادث، لتفاجأ في نهاية الأمر بهذا المعطى الذي لم يكن مفجعا لها دون غيرها، بل كانت قوية على نفوس زملائه وأصدقائه ومعارفة الذين لم يهضموا بعد كيفية تنفيذه لهذا الرحيل المأساوي.
وبعد إشعارها بوقوع الحادث، انتقلت إلى عين المكان عناصر الضابطة القضائية وعناصر الشرطة التقنية والعلمية والنيابة العامة للقيام بالمعاينة والإجراءات القانونية المعمول بهافي مثل هذه الحوادث، قبل نقل الجثة إلى مستودع الأموات بطنجة وإخضاعها للتشريح، بهدف التأكد من أسباب الوفاة، وتشييعها في اليوم الموالي (أول أمس الخميس) في موكب جنائزي مهيب، حضره حشد كبير من أهله وزملائه ومعارفه، وذلك صوب مقبرة سيدي اعمار، حيث تم دفنها، بعد صلاة العصر.
وأضاف ذات المصدر أن الضحية (هشام.ع) ابن حي المصلى ـ سابقا ـ كان، قيد حياته، حديث التخرج، كمفوض قضائي، بعد أن اشتغل لسنوات بإحدى وكالات الأسفار بالمدينة، مضيفا أنه كان بشوشا وطيبا في تعامله مع محيطه، أكثر من هذا أنه كان متدينا، وهذا ما يحز في نفس كل من عرفه عن قرب، زيادة على هذا أنه كان مستقرا، نفسيا وماديا، وتجمعه علاقة قوية بزوجته التي تكون قريبته في نفس الوقت، الأمر الذي بعثر كل الأوراق، وجعل البعض يعلق قائلا : إن “هشام” دفن سره معه، وإن كان يروج في الكواليس أن الراحل ترك ورقة مكتوبة بخط يده، حجزتها الجهة المسؤولة من مسرح الحادث، ووحدها الأيام ستكشف عن صحة حقيقة هذه الورقة من عدمها.
م.إمغران