ثانوية محمد أرسلان و قضيتها الأخــلاقية
مَتى ينْتَهي المُسَلْسَل المكسيكي.؟
نظّــمَ تــَلاميذ ثـانوية مُحمد أرسلان الخُصوصية، صَبــاح الإثنيـن 8 دجنبر الجاري بساحةِ هذه المؤسسة وَقْفَة تضامُنيةً مع أستَاذهم الّـذي اعتُقـل، منذُ أكثر من خمسة عشر يومًـا ، بتُهْمَة التَحرُّش بتلميذة ، تتـابـع دراستها بـالثانوية ذاتهـا ، وهي التُّْهْمة الّتــي استغربتهـا الإدارة والأطُـر التّربويـة و التلاميذ أنفسهم، حيثُ أجْمَعُــوا على حُسْن سُلوك الأستاذ البَريء (حتى تثبت إدانته) والمُتحلي بالطيْبُوبة والمُتميّز بالـوقـــار، الأمر الّــذي بــَرهنَتْ عليهِ الوَقْفة التضامُنية الكـاسحة الّتــي نظَّمَهــا التّــلاميذ، يــــوم الاثنين الماضي، بكل تلقائية،
وتابعها مبعوث جريدة طنجة عن كثبِ ، وشَاهدَ كيفَ أنّ المِئات منَ التّــلاميذ رفَعــوا لافتـاتــات تَضامُنية، صَــائحين بأعلى حنَــاجرهم :
” سْوا لْيُومْ، سْوا غَدَا، البَراءة ولابُـدّ“، وأثنــاءَ هـَذهِ الـوَقْفَة التّضامُنية، حَـلَّ بعيْن المَكــان رجــال الشُرْطَــة القَضائيّـة (الفـرقــة المكلّفـة بــالمدارس) ورئيس الدائرة الأمنية الثالثة بالنيابة، حفيظ الزياني، معتقدين أن غريبا اقتحم المؤسسة وعاث فيها فسادا وخرابا، أو أن الوقفة المذكورة نظمت في الشارع العام، خارج أسوارهذه المؤسسة، قبل أن يطلعوا على فحوى الموضوع الذي لم يكن سوى زمن وفاء وتضامن، بداخل ساحة الثانوية مع أستاذ، تبين بالواضح والملومس أن التلاميذ يكنون له عظيم الحب والإخلاص، وهم يستنكرون ما طاله من تلفيق تهمة، لا يمكن بتاتا أن يكون بطلها، حسب قولهم، حيث تظاهرالعديد منهم بالقرب من المحكمة الابتدائية بطنجة، وقت انعقاد جلسة الثلاثاء 9 دجنبر التي تم تأجيلها إلى يوم الثلاثاء القادم، في حين اتصفت إدارة الثانوية بحياد تام، إذ لم تخصص سياراتها وحافلاتها لنقل تلاميذها إلى المحكمة، وإن كانت متأكدة من براءة إطارها الشاب والخلوق، تاركة المجال للقضاء ولكلمته الفصل، يقول مديرها جواد أرسلان في تصريحه لجريدة طنجة.
تَفــاصيل التُّهْمة المزعومة، تعود إلى يوم الثلاثاء 25 نونبر الماضي ، عندما سقطت التلميذة المراهقة أرضا داخل المؤسسة، بطريقة مسرحية، يشير مصدرنا، مدعية تعرضها لتحرش جنسي من طرف الأستاذ المعني، بعد احتجازها بمفردها داخل قاعة للدرس، حسب شكايتها، وصباح اليوم الموالي، استدعي هذا الأخيرمن طرف الشرطة، للاستماع إليه في محضر، ثم زج به في السجن، الأمرالذي استغرب له الرأي العام، نظرا للسرعة الفائقة في عملية اعتقاله، دون منحه فرصة للدفاع عن نفسه وتمكينه من محاكمة عادلة، مما يطرح أكثر من تساؤل حول إمكانية استغلال لنفوذ ما أولعلاقات معينة ضد الأستاذ المُتهَم.
و علاقة بالموضـوع ، أشار إطار إداري في تصريحهِ للجَريدة إلى أن بناية المؤسسة صغيرة نسبيا وأقسامها مَُتجاورة و أبوابها مفتوحة، و حوالي خمسمائة تلميذة وتلميذ، يدرسون بها، والحركة تكاد لاتتوقف بهذه المؤسسة، فكيف حصل هذا التحرش الذي ليس مكانه هنا، بل هذا فضاء للدراسة والعمل؟
وأضاف ذات الإطار قوله : ” لنَفْرض-مثلاً- أن هذا الأستاذ “سيّء الأخــلاق” فلماذا لم تتهمه الجميلات، بل و الفـاتنـات من التلميذات بالتحرش، وهن اللائي يحطن به من كل جانب، ويبادلنه نفس الشعورالمبني على التقدير والاحترام؟
وأضاف المتحدث أن الأستاذ المُتّهَم يكـون حديث العَهْد بخِطبته لبنت الحـلال ، حيثُ كانَ زُف خَبرهُ الشَخْصي هـذا ، للأطُــر التّـربـويـة و الإداريّـة ، وكـانَ يَومهــا سعيدًا سَعادة ابن الأصول الذي استجاب لـوالديه ، وهُما يَخْتـــاران لــهُ شريكـة عمره، دون أي أعْتراض منهُ ، إذْ كــان راضيًـا مرضيا. وختمَ المُتحدّث كــلامه قـائـلاً :”الله ياخذ الحق“
للإشارة، وهذا أمر لايُجــادل فيه اثنــان، فــإن ثــانوية محمد أرسلان تعُد من الثانويات الخُصوصية النموذجية بطنجة، حيث تَضُم خير الأطُـر التــربويـة والإدارية، وتتميز بـجودة التعليم ونسب نجــاح مُهمّة ، ذلك أنه وطيلة سَنَوات من افتتاحها، لم يسبقْ لَها أن عَرفَتْ ما مِنْ شأنهِ أن يخدُش صُورتـها أو سُمْعتها ، سَواء عن قصد أو عن غير قصدِ .
م.إمغران