تُحف تطوان تتعرض للنهب ووزارة الثقافة تتفرج
أكّدَت مَصادر مُطّلَعة أنَّ اللوحتين المختفيتين من تِطوان، لم يظهر لهُما أثَر بعد، ورَغْمَ ما أثيَر حولَ هَذه السرقة من سُخط عارمٍِ لم تتحَرّك أية جهة رسمية ولو للتّنـديد، أو التّكْـذيب، أو إطلاع الرأي العام حول المُستجدات أو هذه الظاهرة التي لا تُبقي على مَورُوث تطوان ولا تدر..
بالمُقابل أكّدَت مصادر صحفية أن “الجَمْعية الوَطنية لمُحاربة الفَساد“ قَـد تقدّمَت بوَاسطة المُحامي إسحاق شارية، بشكوى إلى الوكيل العام في استئنافية مدينة فاس، في حق أمين حِزب “الميزان”، حميد شباط، يتهمه فيها بخيانةِ الأمانة والسرقة، ويُطالب بتَوقيفهِ. واتهم مُقدم الشكوى، شباط بإخفاء لوحة الإسباني بيرتوتشي من مقر الحزب، بعدما شُوهدت في مكتب أمين الحزب، في المقر المركزي في الرباط، مُوضحًا أن ثمن اللوحة يفوق مبلغ 700 مليون سنتيم”
فالبَارحة تَعالت الأصوات مُستنكرة سَرقة أكبر لوْحة لبيرتوتشي يفوقُ ثمنها أضْعاف اللّوحتين المسروقتين، كذلك من مندوبية السياحة، وقيل وقْتذاك والعُهدة على العارفين بخبَايا الأمور، إنّ اللوحة قد وصلت إلى كَندا ، ولولا تحرك المجتمع المدني لبقيت هناك..ولما أرجعت إلى مكانها الأصلي..
وبالأمس القريب، أي منذ 28 سنة خلت، إن لم تخُني الذاكرة، وفي انتظار وصول “ثُلة” من الزُملاء الصحافيين إلى قاعة الاجتماعات بفندق درسة حيث تزعمت نواة تأسيس “لمة” الصحفيين بالمدينة في أفق تأسيس فرع نقابي، انتهت أطوارها مباشرة بمواجهتي بكل ما قُلت وقيل في الاجتماع من طرف أصحاب الحال..،
في انتظار الكل، ألحّ عليَّ الأخ المحترم مُدير الفندق آنذاك السيد اعديلة، لما لاحظ أني مشدود لهندسة الفندق، أن نَقوم بزيارة خَـاطفة لأهـم زواياه ، ثُم أدخلني إلى شقة (SUITE) بالفندق كانت مُهيأة لتُوضع رهن إشارة أكبر وأشهر الشخصيات الديبلوماسية والسياسية والفنية
وغيرها التي تزور المدينة كإليزابيت تايلور..وغيرها من المشاهير، ولا أخفي سِرًا أن المكان كان مُؤثـتا بتُحف لا تُقدر بثمن..اختفت ولم يظهر لها أثركما اختفت تحف عديدة بالعديد من المؤسسات والإدارات..ولم تتوقف عمليات النّهْب، بلْ طَالت الزوايا والأضرحة للسطو في جُنح الظلام واقتـلاع قِطَع فنية ذات قيمة تاريخية عالية .. وتوالت السرقات من قبلُ ومن بعدُ.. ولم تحرّك الجهات المعنية ساكنًـا.
بين هذا وذاك، بدأت تتَناسل أسئلة مُحَيّرة، تحومُ حولَ وزارة الثقافة وما يتفرع منها وعنها من أقسام ومديريات الآثار والتحف، ودورها في الإحصاء والتجميع و الحفاظ وحماية وصيانة الموروثات التي لا تقدر بثمن،
ودور المنتخبين وممثلي السكان ومدى مسؤوليتهم ودورهم ورفع صوتهم لاسترجاع القطع الفنيّة للمَدينة، أم أن أمر ثُراتنا الإنساني التّـاريخي لا يهمهم في شيئ ؟؟
علي نصيح


















