لا يُمكن لأي مُدرب يتَعـاقـد مـع اتّحـاد طنجة أن يُحدّد البقاء كهدف
نَفى أمين بنْهاشم، أن يكون طُموحه خارج سياق طُموحات جماهير اتّحَاد طنجة لكرة القدم، بوضع ورقة الصعود إلى القسم الاول كهدف. وقال مدرب اتحاد طنجة إنه لا يفضل عدم سبق الأحداث إلى أن تتوضح له الرؤى من خلال النتائج التي يحققها الفريق والظروف التي يعيشها. مؤكدا أن فريقه حطم رقما قياسيا من حيث عدد النقط التي جمعها في الربع الأول من البطولة التي وضعته حاليا بصفة رسمية في كوكبة الفرق المنافسة على الصعود. ووجه بنهاشم رئاسل مشفرة إلى من وصفهم بالمشوشين على الفريق وعلى عمله بالخصوص كما جاء في (حوار السبت) وهذا نصه:
صَرَّحت بأن اتحاد طنجة لا ينافس على الصعود، وهذا ما جر عليك غضب عشاق الفريق، ما هو تعليقك؟
جميع من يُـواكب العمل الذي نقوم به يؤمن بمجهوداتنا. لأن هناك مجهود يبذل، وحسن نية في العمل. وهذا يمكن أن يعطي النتائج المرجوة، لكن ليست جميع الحلول بيدي. وأنا أتعهد ببذل كل ما في وسعي لتحقيق الطموح المفقود في اتحاد طنجة. وبالطبع أن هدفي هو نفس الهدف الذي يطمح جمهور الفريق إلى تحقيقيه. ولا يمكن لأي مدرب يتعاقد مع فريق من حجم اتحاد طنجة أن يكتفي بالحديث عن ضمان مكانة الفريق بالقسم الثاني كهدف. لكن المنطق يحتم علينا قبل الحديث عن الصعود، أن نضمن البقاء كمرحلة أولى وعلينا أن نحصد 34 نقطة خلالها، وبعد ذلك يمكننا أن نتحدث عن طموحات أخرى. ونحن قررنا عدم التسرع في الحكم على الأشياء قبل وقتها، ونؤمن بأن الطاجين إذا تم طهيه على الفحم يكون طعمه لذيذ ولا داعي للتسرع.
كيف تقيم نتائج فريقك في الربع الأول من البطولة؟ مسار الفريق يتحدد وفق نتائج الانطلاقة. إما أن تكون في كوكبة الصعود، أو الحفاظ على المركز بالقسم الثاني، أو في مركز النزول. وحاليا فريق اتحاد طنجة يوجد في كوكبة الفرق المنافسة على الصعود. وبلغة الأرقام يمكننا أن نفتخر بكون اتحاد طنجة أول فريق في القسم الثاني يحرز 20 نقطة في ثمان دورات طيلة المواسم الستة الماضية. فمنذ سنتين حقق الكوكب المراكشي 19 نقطة، وبعده اتحاد الخميسات 18 نقطة، وقصبة تادلة 17 نقطة. وهذا رقم قياسي بالنسبة لاتحاد طنجة الذي حطم لحد الساعة عدة أرقام. وأعلى نقط أحرزها الفريق في ست سنوات ماضية كانت 13 نقطة في موسم 2009 / 2010 حين كنت أشرف على تدريبه، وأحرز في الموسمين الماضيين 8 نقطة، وحاليا يتوفر على 20 نقطة. كما تقدم الفريق على مستوى الهجوم وسجل 10 أهداف، وكذا على مستوى الدفاع إذ لم نتلق أكثر من 3 أهداف.
رغْمَ النتائج، فالجميع غير راض على مردود الفريق، هل تتفق على ذلك؟ بدوري لست راضيا على مردود الفريق، لكنني راض على النتائج التي تبقى الأهم في الوقت الحالي، والمردود قد يأتي مع مرور الدورات. سيما ن اتحاد طنجة في حاجة إلى انطلاقة إيجابية افتقدها طيلة السنوات التي خاضها بالقسم الثاني وأثرت على مسيرته وطموحه في تحقيق الصعود. ونحن في بداية المشوار ولم تمر على مدة عملنا أكثر من أربعة اشهر. ولا يمكن في هذه المدة الوجيزة أن نصنع فريقا يلعب كرة جيدة ويحقق نتائج طيبة في نفس الوقت. و نحن في أمس الحاجة إلى مزيد من الوقت والصبر لتحقيق الهدفين، أي النتائج و تطوير الأداء معا.
كيف تفسر تواضع الفريق أداء و نتيجة داخل الميدان بالمقارنة مع مبارياته الخارجية؟ لأننا حين نلعب في ميدانا فمن الواجب أن نفرض نحن اللعب، وحين تريد ذلك يجب أن تكون أرضية الميدان في حالة جيدة. سيما أن الفريق يتوفر على لاعبي وسط ميدان مؤهلين للعب كرة جيدة ومنظمة على المستطيل الأخضر إذا توفرت الأرضية المناسبة، وأذكر بدر زاكي، عادل المرابط، آيت حمو، حمودان وآخرون. وللأسف أن أرضية ملعب مرشان تحد من طموحنا ومردوديتنا. وعلى النقيض من ذلك، فإننا خارج الميدان ننهج نظام لعب دفاعي ونعتمد على المرتدات، ونحصد ثمار العمل البدني الذي اشتغلنا عليه في مرحلة التحضير، ما يساعدنا بشكل كبير على بلوغ الأهداف بتحقيق الفوز في بعض المباريات في آخر أنفاسها. والمهم بالنسبة إلينا هي النتيجة.
هَل تعني أن الفريق حين يعود إلى الملعب الكبير سيتحسن مردوده؟ أكيد، لأن طريقة اللعب على أرضية جميلة بالملعب الكبير بالزياتن ستتطور، واللاعبون سيجدون راحتهم أحسن في هذا الملعب.
الفريق يعاني من خصاص في بعض المراكز، سيما ظهير أيسر، هل تفكرون في انتدابات شتوية لسد الثغرات؟ صحيح، نعاني من خصاص، خاصة على مستوى الظهير الأيسر، وهذه مشكلة تشكو منها كرة القدم المغربية بصفة عامة. بدوري أسأل، هل يوجد حاليا مدافع أيسر في المستوى في سوق كرة القدم المغربية؟. ولا أنكر أننا نعاني من خصاص في عدة مراكز.
وعليَّ أن أتدبّـرَ الامور بما هو موجود حاليا ولا مجال لنا للتجريب. وعلي الاقتناع بالتركيبة التي أشتغل معها حاليا والمكونة من لاعبين مغمورين، لكنهم أحسن ما وجدنا في سوق اللاعبين وحسب الإمكانيات المتاحة والظروف التي انطلقنا بها. وبالنتائج التي حققناها بدأنا نكبر، وهذا هو الهدف أن يكبر الفريق وتكبر معه الطموحات واستعادة الثقة التي افتقدها اتحاد طنجة.
(ترقبوا الجزء الثاني من الحوار في العدد المقبل)