سعيد كوبريت يتُــوج بالجائزة الكُبرى للصَحافة…
أقْصَاه إلى أقصاه… حتَّى وهُـو يتسلّم جائـزة الاسْتحقاق الكُبرى، لم يَغفل الزّميل سَعيد كوبريت إعلاء صوت مدينة طنجة في كلمة مُرتجلة جد مُعبّرة، أطبقَ الصّمت معَهَا جُموع الحاضرين من مسؤولين حُكوميين وشخصيات رفيعة من مُختلفِ المجالات، مُدافًعا عن مفهوم الجهوية كـإجراء وليس كشعار للاستهلاك التجميلي، عَلاوة عن التّذكير بنبرة مريرة عن سوء حال بناية إذاعة طنجة ذاكرة المغاربة التي تستأجر استوديوهاتها في بناية مهترئة يعود تاريخها إلى فترة الحماية، وهي الكلمة الجسورة التي ثمنها عموم الحاضرين بكثير من التعاطف.
سعيد كوبريت المَفتون بالعَمل الإذاعي حَدَّ الهَوس، لم يُكن لينسَ شغب الكتابة والإبداع الأدبي، فمتَى أطبق عليه ضَغط اليومي، إلاّ وتجدهُ مُنجذبًا نحوَ الكتابة ، يستوقف عبرها “الزمن ليسائـل وقَـائعه وما استجد منها، ويَلتمس من الذاكرة لحظة استحضار وما أيْنَعته من ثمار”، على حـَدّ تعْبير المُبدع الزبير بن بوشتى… إيمان كوبريت بنبل رسالة الإعلام، دفعته لينخرط بكل قوة في معركة تهيئة المناخ السليم للممارسة الإعلامية، صدقه وإصراره على صيانة حقوق الإعلاميين، بوأتاه مسؤولية قيادية بالمكتب الوطني للصحافة المغربية، بدعم قوي من زملائه وزميلاته بعروس الشمال… خاض معركة شرسة من أجل تحقيق حلم جميع الصحفيين والصحفيات بأن يكون لهم بيت يأويهم، و فضاء للإبداع والثقافة، لصياغة مرحلة جديدة طال انتظارها… و كان له ما أراد بعد أن صار حلم ” بيت الصحافة” حقيقة ملموسة، وأصبح خيارا يترجم راهنية المغرب كاستثناء في جغرافية عربية متوترة، مما يبوأ هذا الفضاء مكانة رفيعة في إنضاج الأفكار والبدائل الكفيلة بصون هذه الخصوصية، وطرح قضايا شائكة ومواضيع ملتهبة سواء في مجال مهنة الإعلام وتلك المرتبطة بالشؤون المجتمعية والسياسية والفكرية على مائدة الحوار والسجال…
وكـَم كَـان التّتْـويج أرفع وأسمى عندما حضي هذا الصَّرح، الأول من نوعه بالمنطقتين العربية والإفريقية، بمُباركة ملكية كريمة سواء بالـدّعم المادي أو بالاحتضان المعنوي، تُجسد ذلك بالافتتاح الـرّسمي لهاته المُعلمة يـوم سابع أبريل من السنة الجارية من طرف جلالته.
هًنيئا للـزميل كوبريت على هذا التّتـويـج ، ومَزيدًا من التـألـق والتَميُّـز…


















